804
أخبرنا الوليد بن أحمد الواعظ قال أخبرنا إبن أبي حاتم قال حدثنا محمد بن يحيى الواسطي قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت راشد قالت: كان مروان المحلمي جاراً لنا وكان ناصباً مجتهداً فمات فوجدت عليه وجداً شديداً فرأيته فيما يرى النائم فقلت يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك قال أدخلني الجنة قلت: ثم ماذا قال ثم رفعت إلى أصحاب اليمين قلت: ثم ماذا قال ثم رفعت إلى المقربين قلت، فمن رأيت من إخوانك قال رأيت الحسن وابن سيرين وميموناً، قال حماد قال هشام بن حسان حدثتني أم عبد الله وكانت من خيار نساء أهل البصرة قالت: رأيت في منامي كأني دخلت داراً حسنة ثم دخلت بستاناً فرأيت من حسنه ما شاء الله فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب وحوله وصائف بأيديهم الأكواب قالت فإنني متعجبة من حسن ما أرى إذ أتي برجل فقيل من هذا قال هذا مروان المحلمي أقبل فاستوى على سريره جالساً قالت فاستيقظت من منامي.أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق قال أخبرنا علي بن أحمد البزار قال سمعت إبراهيم بن السري المغلس يقول: سمعت أبي يقول: كنت في مسجدي ذات يوم وحدي بعدما صلينا العصر وكنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لإفطاري في كوة المسجد فغلب عيني النوم فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلن المسجد وهن يصفقن بأيديهن فقلت لواحدة منهن: لمن أنت قالت: لثابت البناني فقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لعبد الرحمن بن زيد وقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لعتبة وقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لفرقد حتى بقيت واحدة فقلت: لمن أنت، فقالت: لمن لا يبرد الماء لإفطاره، فقلت لها: فإن كنت صادقة فاكسري الكوز، فانقلب الكوز ووقع من الكوة، فانتبهت من منامي بكسر الكوز.قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: من رأى الجنة ولم ير دخولها، فإن رؤياه بشارة بخير عمل عمله أو يهم بعمله وهذه رؤيا متصف ظالم، وقيل من رأى الجنة عياناً نال ما اشتهى وكشف عنه همه.
ومن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع، فإنه يصير محصراً عن العج والجهاد بعد أن يهم بهما أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر يريد يتوب منه.
ومن رأى أن باباً من أبواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبويه.
ومن رأى أن بابين أغلقا عنه مات أبواه.
ومن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه.
ومن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء، فإنهما عنه راضيان.
ومن رأى كأنه دخلها نالت سروراً وأمناً في الدراين لقوله تعالى"ادخلوها بسلام آمنين".
ومن رأى كأنه أدخل الجنة فقد قرب أجله وموته، وقيل إن صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة إن كان يعرفه، وقيل من رأى دخول الجنة نال مراده بعد احتمال المشقة لأن الجنة محفة بالمكاره، وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض الله تعالى.
ومن رأى كأنه يقال له ادخل الجنة فلا يدخلها دلت رؤياه على ترك الدين لقوله تعالى"ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط".
ومن رأى أنه قيل له إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثاً لقوله تعالى"وتلك الجنة التي أورثتموها".
ومن رأى أنه في الفردوس نال هداية وعلماً.
ومن رأى كأنه دخل الجنة متبسماً، فإنه يذكر الله كثيراً.
ومن رأى كأنه سل سيفاً ودخلها، فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً.
ومن رأى كأنه جالس تحت شجرة طوبى، فإنه ينال خير الدارين لقوله تعالى"طوبى لهم وحسن مآب".
ومن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين.
ومن رأى كأنه أكل من ثمارها رزق علماً بقدر ما أكل، وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة وعلماً وغنى.
ومن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة لامرأته وصلاحها، فإن كان لا يدري متى دخلها دام عزه ونعمه في الدنيا ما عاش.
ومن رأى كأنه منع ثمار الجنة دل على فساد دينه لقوله تعالى"من يشرك بالله فقد حزم الله عليه الجنة".
ومن رأى كأنه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره، فإنه يفيد غيره علماً يعمل به وينتفع ولا يستعمله هو ولا ينتفع به.
ومن رأى كأنه طرح الجنة في النار، فإنه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه.
ومن رأى كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة لقوله تعالى"حور مقصورات في الخيام".
ومن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطوفون حوله نال مملكة ونعماً لقوله تعالى"ويطوف عليهم ولدان مخلدون".وحكي أن الحجاج بن يوسف رأى في منامه كأن جاريتين من الحور العين نزلتا من المساء فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: هما فتنتان يدرك إحداهما ولا يدرك الأخرى فأدرك الحجاج فتنة إبن الأشعث ولم يدرك فتنة إبن المهلب.
ومن رأى رضوان خازن الجنة نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً وسلم من البلايا لقوله تعالى"وقال لهم خزنتها لسلام عليكم".
ومن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة، فإنه يصير على أمر يصل به إلى الجنة.