302
وأما الفم فهو مفتاح أمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وطيب معيشته ومحل قوته، فمن رأى أنه أدخل في فمه ما يحصل له الدواء به فإنه صلاح في دينه.وإن كان ما يحصل به الغذاء فهو صلاح في دنياه.وإن كان ما يحصل به كراهية من غير نفع فهو حصول هم وغم.وإن كان حلواً طيب الطعم والرائحة فيدل على معيشة حسنة.
ومن رأى أن فمه ربط وطبق فإنه يؤول على خمسة أوجه: موت ومرض شديد وغلبة وخرس وصمت.
ومن رأى أن فمه قد اتسع فإنه محمود جداً، وإن رآه ضاق فضده.
ومن رأى أن رائحة فمه طيبة فإنه يصدر منه كلام حسن، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أن لحم فمه يتناثر فإنه حصول مصيبة وخسارة.
ومن رأى أنه خرج من فمه شيء مما يكون نوعه محبوباً فإنه كلام البر وقيل ثناء حسن.وإن رأى أنه خرج منه ما يكره نوعه في اليقظة فتعبيره ضده.
ومن رأى أن فمه ختم عليه فإن لم يعرفه فله فضيحة لقوله تعالى:"اليوم نختم على أفواههم".
ومن رأى أن في فمه لجاماً فربما يعبر بالصوم لأهل التقى، وإن كان من أهل الفساد فزجر.
ومن رأى أن فمه أعوج لا يستطيع رده ولا إدخاله فليس بمحمود ولا خير فيه.
ومن رأى فإن رؤيا الفم تؤول على سبعة أوجه: منزلة ومأوى وخزانة علم وفتح الأمور وسوق وحاجب ووزير وبواب.