311
وأما العينان فيؤولان بالدين فهي دين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى من الضلال، فمن رأى أنه أعمى أو انفقأت عيناه فقد صد عن الإسلام بمعصية كبيرة أتاها لقوله تعالى:"رب لم حشرتني أعمى"الآية. وقيل إنه يصيب رزقاً واسعاً وسعادة الدنيا لما قاله الناس في المثل السائر لما سعد فلان عمي وقيل إنه يفقد أولاده لأنهم قرة الأعين لقوله تعالى:"والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا"الآية. وقيل إنه يعمى عن حجته وطلب حاجته وقيل يكون قليل المعرفة لا يدرك الأمور ولا يعرف مقدار الناس.
ومن رأى أن عينيه ابيضتا فإنه يدل على طول حزنه لقوله تعالى:"وابيضت عيناه من الحزن".
ومن رأى أن عينيه عيناً غريب مجهول فإنه يدل على ذهاب بصره.
ومن رأى أن عينيه صارتا معدناً من المعادن فإنه لا خير فيه وقيل هم وحزن، وربما يحصل له معدن ينتفع به.
ومن رأى أن عيناه طمستا فإنه يرجع عن دين الإسلام إلى غيره لقوله تعالى:"ومن كان في هذه أعمى"الآية. وقيل يحفظ القرآن وينساه.
ومن رأى أنه كان أعمى ثم أبصر فإنه يهتدي إلى الحق، وقيل تؤول هذه الرؤيا على سبعة أوجه: حصول دين ومال وأولاد ولقط وبصيرة وإرشاد وشفاء من سقم. وقيل رؤية الأعمى تدل على الغربة لقوله عليه الصلاة والسلام: الغريب كالأعمى ولو كان بصيراً.
ومن رأى أنه أعمى وقصد من يداويه فإنه يدل على مرتكب ما لا يحل وقصده الإقلاع عن ذلك فإن وجد من يداويه وداواه فحصول مراده وإلا فيرجى له التوبة، وكذلك تعبير عيني المرأة ويزاد فيه الزوج.
ومن رأى حادثاً في عينيه فيؤول على الأولاد فالعين اليمنى ذكر واليسرى أنثى.
ومن رأى أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالاً إلى الحق.
ومن رأى أنه أعور العين فقد ذهب نصف دينه وأصاب إثماً عظيماً وقيل إنه ينتظر منفعة من أخيه ويرجى له نموها، وربما أنه يتلخص من الإثم، وقيل إن كان له أخ أو ولد يموت، وربما يذهب نصف ماله وقيل يذهب نصف عمره فيصلح ما بقي قود يكون من أهل الجنة لقوله عليه الصلاة والسلام: من عدم إحدى كريمتيه كان جزاؤه الجنة أو كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وقيل إني لأكره ذلك في المنام لأن إبليس كان أعور، وكذلك الدجال.
ومن رأى أنه أصيب في عينيه وهو ذو يسر وصلاح وليس له ولد ولا أخ فإنه يصاب في ماله وقيل يمرض.
ومن رأى أن بعينيه رمداً فإنه يحدث في دينه فساد ويشرف على الهلاك فإن نقص الرمد كان النقص في ذلك، وإن زاد فكذلك وقيل يطلع الناس عليه بأمر ينكرون عليه فيه ولن يضره ذلك فيما بينه وبين الله.
ومن رأى أن رمده نقص من بصره ظاهراً وباطناً فإن ذلك هداية في دينه بقدر ما ظهر.
ومن رأى أنه يداوي عينيه فيؤول على خمسة أوجه: صلاح في دينه وزيادة في ماله وقرة عين وقدوم أخ من سفره ووجود ولد.
ومن رأى أنه يكتحل وكان ضميره في الكحل أن يتزين به يأتي أمراً يحصل منه زينة وصلاح بقدر ذلك، وقيل إن كان عزباً يتزوج أو فقيراً استفاد مالاً حسناً. وقيل من رأى أنه اكتحل بالأثمد فإنه يجمع بين امرأتين.
ومن رأى أنه اكتحل بما لا ينبغي فإنه يطلب حراماً من فرج أو دبر.
ومن رأى أنه يكحل الصبيان بغير الأثمد فإنه يدل على محنة بهم فليتق الله تعالى.
ومن رأى بصره دون ما يظن الناس أو يرى كلاماً أو ضعفاً ولم تعلم الناس بذلك فإنه تكون سريرته دون علانيته.
ومن رأى بعينيه بياضاً فإنه حزن وهم.
ومن رأى أن بعينيه بياضاً ثم انجلى عنه فإنه يكشف أمراً مغطى عليه وقيل فرح وسرور.
ومن رأى بعينيه بياضاً ثم انجلتا فإنه يجتمع بغائب قد طالت غيبته أو بمن يعز عليه، وإن كان مهموماً أذهب الله همه وغمه لقوله تعالى:"فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه"الآية.
ومن رأى في جسده عيوناً كثيرة فإن ذلك زيادة في الدين، وربما دل ذلك على نبت دماميل وفتحها.
ومن رأى أن عينه الواحدة دخلت في الأخرى، فإن كان له ولد وابنة فليتحفظ أن يمكن الولد من أخته فيفتضها.
ومن رأى أن يأكل من عين فإنه يأكل من ماله.
ومن رأى أن بيده عيناً أو عيوناً سواء كن أعين آدمي أو غيره فإنه مال على كل حال.