764
وأما الدراهم فإنها تؤول على وجوه بحسب اختلاف الطباع لأن كثيراً من الناس إذا رأوا الدراهم في المنام يحصل له في اليقظة بمقدار ما رأى. وقيل من رأى دراهم فإنه يسمع كلاماً حسناً أو توحيداً لله تعالى، خصوصاً إذا كانت الدراهم بيضاء جديدة، وإذا كانت سوداء وعليها الصور فإنها تدل على الحرب والخصومة والدراهم الصحاح تدل على الخبر الصحيح والمكسور منها يدل على الكذب.
ومن رأى أنه أعطى له دراهم في كيس أو جراب أو في صرة فإنه يتكلم معه كلاماً مخفي ويحفظ سره.
ومن رأى الدراهم الصغيرة فتدل على الطفل الصغير.وإن رأى أنه ضاع منه ذلك الدرهم الصغير فإنه يحصل له حزن ومشقة بسبب ذلك الطفل، وإن وجده بعدما ضاع فيزول عنه ذلك الحزن، وإن لم يجده فإنه يرتحل الطفل من الدنيا والدراهم المغشوشة تدل على القيل والقال.
ومن رأى الدراهم في كفة الميزان فإنه يدل على ظهور الأعادي بقدر تلك الدراهم، وقيل الدراهم إذا كانت في البلد فإنها تدل على كلام حسن والدراهم المكسورة كلام متفرق والدراهم الكبيرة مال كثيرة.
ومن رأى أنه يقسم بين عياله دراهم صحاحاً فإنه يدل على وقوع حكومة بينهم، وإن كانت مكسورة تدل على وقوع كلام غير نافذ بينهم.
ومن رأى في داره دراهم بالجملة فإنه يحصل له بقدر مال.
ومن رأى أنه جمع دراهم كثيرة فإنها تدل على منع الناس عن حقوقهم لقوله تعالى:"جمع مالاً وعدده"الآية.
ومن رأى درهماً أبيض في كفه فإنه يدل على حصول ولد.
ومن رأى أنه وجد صرة من الدراهم فإنه يحصل مالاً حلالاً ونعمة كبيرة.
ومن رأى درهماً أبيض فإنه يؤول بالدرهم الأسود.
ومن رأى درهماً أسود فإنه يجد درهماً أبيض ومن الناس من يجد مثل ما رأى.
ومن رأى أن له دراهم مردودة كثيرة إن كان تاجراً فإنه يفلس، وإن كان فلاحاً فإنه ينتج له فائدة، وإن كان ملكاً فإنه يعزل عن ملكه ويقع في الخصومات ويفتقر لأن تلك الدراهم تسمى فلوساً واشتقاق الفلس من الإفلاس.
ومن رأى أن الملك أعطاه دراهم فإنه يؤول بحصول الغم، خصوصاً إذا لم تكن الدراهم صحاحاً جياداً.
ومن رأى أنه أصاب نقرة فإنه يصيب إمرأة أو جارية.
ومن رأى أنه دخل غارا وأصاب نقرة فإن إمرأته أو غيرها من النسوة تمكر به.
ومن رأى أن له دراهم مجهولة في شيء من الأوعية فإنه يستكتم سراً أو يستودع مالاً أو متاعاً فليتق الله في أدائه.
ومن رأى أنه دفعه إلى غيره فإنه يستودعه سراً أو مالاً.
ومن رأى أنه وجد دراهم، فإن كانت جدداً بيضا وعليها سكة ملك عادل في ذلك الزمان فإنها تؤول بحصول دراهم على قدر ما رأى. وقيل من رأى أنه أعطى دراهم جياداً طرية فإنه يبكي عليه، وإن دفع هو دراهم إلى أحد بكى عليه.
ومن رأى أنه ضاع له درهم أو سرق منه فإنه سيبكي ولده أو يصيب ما يكرهه له.
ومن رأى أن معه درهماً، وقد نزع منه أو ذهب عنه ذهاباً لا رجوع فيه فإنه يؤول على وجهين: إما موت ولده أو حصول مضرة يشرف منها على الموت.
ومن رأى أنه يقسم ماله، فإن كان مع ذلك ما يستدل به على الخير فإنه يزوج ولده أو في أهله فيقسم فيهم ماله في بر وصلاح، وإن دل على غير ذلك فإنه يتفرق أمره وحاله بموت أو حياة.
ومن رأى أن كيس ماله قد انفتق من أسفله وذهب منه ما كان فيه فإنه يؤول للرائي بالوفاة لأن الكيس جسمه والمال زوجته.
ومن رأى أن في كيس ماله أرضة فإنه يدل على موته لأنها دلت على موت سليمان.
ومن رأى أنه من أهل السعة وله دراهم كثيرة وهو واثق بها فإنه يؤول على أربعة أوجه: تغير أمره وسقوط حاله وموت يعاجله أو يكون ظالماً فينتقم منه.
ومن رأى أنه محتاج إلى دراهم وهو يطلبها ولا يجدها أو وجد اليسير منها فإنه يدل على إصلاح دينه وثبات حاله في الخير لأن أهل الخير غالبهم يكون ضيقاً في المعيشة.
ومن رأى أنه ضرب درهماً، فإن كانت إمرأته حاملاً فإنها تلد غلاماً، وإن كان بينه وبين أحد خصومة فإنه يسمع منه كلمة ترضيه، وإن كان مفلساً فإنه يصيب ما ينفعه، خصوصاً إن كان صاحب ورع.
ومن رأى على عضده درهماً مشدوداً فإنه يؤول على اكتسابه بحرفة.
ومن رأى أن له على إنسان دراهم جياداً صحاحاً فإن عليه شهادة بحق، وإن طالبه بها فإنها مطالبته إياها منه، وإن ردها عليه صحاحاً جياداً فهو إقامة شهادة.
ومن رأى فإن رؤيا الدراهم الصحاح تؤول على أحد عشر وجها: كلام صحيح وقضاء حاجة وولاية ومال مجموع وصديق وولد ورفيق ورزق واسع وأمن وشراء جارية وحصولها حقيقة في اليقظة، خصوصاً إذا كان صاحب الرؤيا مستور الحال، وإذا كان غير مستور الحال فإنه يدل على الضرب والحبس والغم والحزن.أما الدراهم المكسورة فتؤول على ثلاثة أوجه: كلام صحيح وخصومة وغم وحزن وقيد وحبس والدراهم الرديئة مثل ما ذكر للفلوس وتعبيرها يأتي في فصله.