793
فإن رأى كأنه يقرأ القرآن ظاهراً، فإنه يكون مؤدياً للأمانات مستقيماً على الحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لقوله تعالى"يتلون آيات الله"إلى قوله"ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".
ومن رأى كأنه يقرأ في مصحف نال حكمة وعزاً وذكراً وحسن دين، والمصحف حكمة في التأويل.
ومن رأى أنه اشترى مصحفاً انتشر علمه في الدين والناس وأفاد خيراً.
ومن رأى أنه باع مصحفاً، فإنه يحتقب الفواحش.
ومن رأى أنه أحرق، مصحفاً أفسد دينه.
ومن رأى في يده كتاباً أو مصحفاً، فلما فتحه لم يكن فيه كتابه دل على أن ظاهره بخلاف باطنه.
ومن رأى أنه يأكل أوراق المصاحف، فإنه يكتب المصاحف بأجرة ويطلب رزقه من غير وجهه.
ومن رأى أنه يقبل المصحف، فإنه لا يقصر في أداء الواجبات.
ومن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف، فإنه يقول في القرآن برأيه.
ومن رأى أنه يكتبه على الأرض فهو ملحد.وقد حكي أن الحسن البصري رحمه الله رأى كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين، فقال اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك.
ومن رأى كأنه يقرأ القرآن وهو متجرد، فإنه صاحب أهواء.
ومن رأى كأنه يأكل القرآن، فإنه يأكل به.
ومن رأى أن المصحف أخذ منه، فإنه ينتزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا.
ومن رأى آية رحمة فإذا وصل إلى آية عذاب عسرت عليه قراءتها أصاب فرجاً.
ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة.
ومن رأى أنه يختم القرآن ظفر بمراده وكثر خيره.وحكي أن إمرأة رأت كأن في حجرها مصحفاً وهي تقرب منه فجاءت دجاجتان يلتقطان كل كتابة فيه حتى استوفتا جميع كتابته أكلاً فقصت رؤياها على ابن سيرين، فقال ستلدين ابنين يحفظان القرآن، فكان كذلك.وحكي أن رجلاً من القراء رأى في منامه كأنه يقطع ورقة من المصحف فيضعها على النار فيسكن لهبهم، فرفعها إلى بعض المفسرين، فقال ستكون فتنة من جهة السلطان وتسكن بقراءتك القرآن فكان كذلك لقوله تعالى"فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً".