648
من رأى أنه يتنازع مع أحد في أمر من أمور الدنيا فإنه مجتهد في طلب رزقه، وإن كان هو المنتصف لا يحصل له ما قصده من ذلك المطلب شيء، وإن لم يكن فضد ذلك، وقيل إن كان التنازع لأمر من أمور الآخرة فإن المنتصف منهما ينتصف كما رأى لأن النوعين مختلفان.
ومن رأى أنه ينازع أحداً في نصرة الله فإنه ينتصر لقوله تعالى:"ولينصرن الله من ينصره". وقيل من رأى أنه نازع إنساناً فإنه يصيبه تعب شديد فليكن على أهبة لذلك.
ومن رأى أنه ينازع إنساناً في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أن الأفضل له المحاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول". وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة. وقيل من رأى أنه ينازع صبياً وظفر به فإنه يكون كذلك.
ومن رأى أنه ينازع السلطان فإنه حصول مصيبة شديدة، وربما يهلك أو يضرب عنقه، وقد قال بعض الشعراء: ومن نازع السلطان في قصره … يصبح برفع الرأس عن جثته