307
وأما اللسان فإنه ترجمان الإنسان، فمن رأى لسانه طويلاً عند المخاصمة فإنه ظافر وقيل بريء مما يدعي به عليه وطول اللسان للحاكم جيد في غاية ما يكون.
ومن رأى أن لسانه مربوط يدل على الفقر والمرض، وقيل الغلبة والمصيبة، وربما كان ذلك مذموماً من وجوه عديدة.
ومن رأى أن له لسانين فإنه يرقى علمين وهو محمود على كل حال.
ومن رأى ما في اللسان ليس بمحمود، وربما يظهر الناس على عيوبه.
ومن رأى في لسانه ما يؤذيه أو ينكر مثله في اليقظة فليس بمحمود وفصاحة اللسان حكمة ومنطق وعذوبة الكلام.
ومن رأى أن لسانه طال فإنه يكثر الكلام، وربما يبسط على أحد مضرة.
ومن رأى أن لسانه قد أخرجه من فمه وجعله في يده فإن ذلك دية تصل إليه.
ومن رأى أنه عض لسانه فإنه ندامة.
ومن رأى أنه ينظر إلى لسانه فإنه حافظه من الزلل.
ومن رأى أن لسانه أسود فإنه يكون شاعرا.
ومن رأى أنه أصفر فإنه يدل على المرض، وأما تغير لون اللسان فليس بمحمود.
ومن رأى أنه أخرس أو به ثقل فإنه فساد في دينه.
ومن رأى أن لسانه مقطوع فإنه صلاح في دينه، وربما يكون قليل الكلام ما لم يكن في مخاصمة، فإن كان فيها فإنه يكل عن حجته ولا خير فيه، وإن كان مريضاً يموت، وإن رأى ذلك ذو شوكة أو صاحب منصب فموت كاتبه أو ترجمانه وقيل عزله عن سلطانه وقيل ذل وخضوع، وربما كان اللسان ذكر الإنسان وصدقه لقوله تعالى:"واجعل لي لسان صدق في الآخرين".