649
وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبهه والضيافات والدعوات.الضيافة: اجتماع على خير، فمن رأى كأنه يدعو قوماً إلى ضيافته، فإنه يدخل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين سأل ربه عز وجل أن يطعم خلقه يوماً واحداً فلم يمكنه إتمامه.
ومن رأى كأنه دعا قوماً إلى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا، فإنه يترأس عليهم، وقيل إن اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب.
ومن رأى كأنه دعي إلى مكان مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب، فإنه يدعى إلى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى"يدعون فيها".وأما ضرب العود: كلام كذب، وكذلك استماعه.
ومن رأى كأنه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة، وقيل إن ضرب العود رياسة لضاربه وقبل إصابة غم.
ومن رأى كأنه يضرب، فانقطع وتره خرج من همومه، وقيل إن نقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزه وكلما تذكر ملكه انقلبت أمعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق إفساده قوماً بشيء يقع على أمعائهم، وهو للجائر جور يجور على قوم يقطع به أمعاءهم.
ومن رأى أنه يضرب بباب الإمام من الملاهي شيئاً من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطاناً إن كان أهلاً لذلك وإلا فإنه يفتعل كلاماً.والمزمار: نائحة، فمن رأى كأن ملكاً أعطاه مزماراً نال ولاية ان كان من أهلها وفرجاً إن لم يكن من أهلها.
ومن رأى أنه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار، فإنه يتعلم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته، وقيل إن رأى مريض كأنه يزمر، فإنه يموت.والصنج: المتخذ من الصغر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا.وصوت الطبل: صوت باطل، فإن كان معه صراخ ومزهر ورقص فهو مصيبة، والطبال رجل بطال ويفتخر بالبطالة والطبل رجل صفعان، فمن رأى أنه تحول طبالاً صار صفعاناً، وطبل المخنثين إمرأة لها عيوب يكره تصريحها لأنها عورة وفضيحة إذا فتش عنها شنعة كانت عليها، لأن ارتفاع صوته شناعة، وكذلك حال هذه المرأة وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة.وضرب الدف: هم وحزن ومصيبة وشهرة لمن يكون معه، فإن كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور، وإن كان مع امرأة، فإنه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها، وإن كان مع رجل، فإنه شهرة والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل تلك الدار.وأما الغناء: فإن كان طيباً دل على تجارة رابحة، وإن لم يكن طيباً دل على تجارة خاسرة، وقيل إن المغني عالم أو حكيم أو مذكر والغناء في السوق للأغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها، وللفقير ذهاب عقله.
ومن رأى كأن موقعاً يغني فيه، فإنه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأن أول من غنى وناح إبليس لعنه الله، وقيل الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص.
ومن رأى كأنه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال، فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان ولجميع من كان منهم.
ومن رأى كأنه يغني غناء رديئاً، فإن ذلك يدل على بطالة ومسكنة.
ومن رأى كأنه يمشي في الطين ويغني، فإن ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان، والمغني في الحمام كلام.وأما الرقص: يدل على هم ومصيبة مقلقة والرقص للمريض يدل على طول مرضه، وقيل إن رقص الفقير غنى لا يدوم، ورقص المرأة وقوعها في فضيحة، وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنه يضرب، وأما رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وانحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته، وأما رقص الصبي، فإنه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا أراد الشيء أشار إليه بيده ويكون على هيئة الرقص، وأما رقص من يسير في البحر، فإنه رديء ويدل على شدة يقع فيها، وإن رقص إنسان لغيره، فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الراقص.
ومن رأى كأنه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب، فإن ذلك خير للناس كلهم بالسواء.وضارب الطنبور: رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في قوم فقراء أو ساعي الدراهم السكية أو زان يجتمع مع النساء لأن الوتر امرأة.وضرب الطنبور: مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأن صوته يخرج من الأمعاء التي فتلت وجففت وأخرجت من الموطن، ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال.
ومن رأى أنه شربها ليس له من ينازعه فيها، فإنه يصيب مالاً حراماً وقالوا بل مالاً حلالاً، فإن شربها وله من ينازعه فيها، فإنه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك.
ومن رأى أنه أصاب نهراً من خمر، فإنه يصيب فتنة في دنياه، فإنه دخله وقع في فتنة بقدر ما نال منه.
ومن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشربون الخمر، فإن ذلك رديء لأن كثرة الشراب يتبعه السكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال، وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها.وحكي أن رجلاً رأى كأنه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر، فقال: أما سواد الوجه، فإنك تسود قومك، وأما حلق الرأس، فإن قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك، وأما شرب الخمر، فإنك تحوز امرأة.وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الآخر لبن، فقال: اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان والياً.وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام، أما شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام، وقيل يصيب مالاً في شركة، وقيل يأخذ من إمرأة مالاً ويقع في فتنة، والسكر من غير شراب هم وخوف وهول، لقوله تعالى"وترى الناس سكارى وما هم بسكارى". والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا، والسكر من الشراب أمن الخوف لأن السكران لا يفزع من شيء.
ومن رأى أنه سكر ومزق ثيابه، فإنه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه، ومن شرب خمراً وسكر منها أصاب مالاً حراماً ويصيب من ذلك المال سلطاناً بقدر مبلغ السكر منه، وقيل إن السكر رديء للرجال والنساء وذلك أنه يدل على جهل كثير.
ومن رأى الخمر في الخابية إصابة كنز، والحب إذا كان في ماء وكان في بيت، فإنها إمرأة غنية مغمومة، وإذا كان حب الماء في السقاية، فإنه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل الله، والحب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع، وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال نام، وإذا كان فيه كامخ فهو رجل مريض.وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت، فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك، فكان كذلك.ورأى رجل كأنه ولي ولاية فركب في عمله مع قوم، فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره، فقصها على ابن سيرين، فقال: إنهم يتملون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك.والراووق: رجل صادق يقول الحق.والقنينة: خادمة مترددة في نقل الأموال.والإبريق: خادم بدليل قول الله عز وجل"يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق". فمن رأى كأنه يشرب من إبريق، فإنه يرزق ولداً من أمته والأباريق الخدم القوام على الموائد.وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح، فقال: اتق الله، فإنك تختلف إلى أخت امرأتك.والكأس: يدل على النساء.
ومن رأى كأنه سقي في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على جنين في بطن امرأته.
ومن رأى كأن الكأس انكسرت وبقي الماء، فإن المرأة تموت ويعيش الجنين.وقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني استسقيت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي، فانكسر القدح وبقي الماء في كفي، فقال له: ألك إمرأة قال: نعم، قال: هل بها حبل قال: نعم، قال: فإنها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك، فكان كما قال.
ومن رأى أنه يلعب بها، فإن له عدواً دنيئاً.والشطرنج المنصوبة التي لا يلعب بها، فإنها رجال معزولون، وأما المنصوبة ويلعب بها، فإنهم ولاة رجال، فإن قدم أواخر إقطاعها، فإنه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة، وإن غلب أحد الخصمين الآخر، فإن الغالب هو الظاهر، وقيل إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة.وأما اللعب بالنرد فخوض في معصية، وقيل إنه تجارة في معصية، واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب، واللعب بالكعاب اشتغال بباطل، وقيل هو دليل خير، والقمار هو شغب ونزاع.