800
هو نعمة وغنيمة والشهد بالغ في حصول المراد.وبلغنا أن رجلاً أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت في المنام ظلة تنظف السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني يا رسول أعبرها قال: أنت من ذلك فقال: إنما هو القرآن وتلاوته حلاوته والناس يأخذونه فمستكثر ومستقل.وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.وروى أن عبد الله قال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن إصبعي هذه تقطر سمناً وهذه تقطر عسلاً وإنني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين.والعسل لأهل الدين حلاوة وتلاوة القرآن وأعمال البر ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله تعالى وصف كليهما بالشفاء فقال في النحل"يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"وقال تعالى:"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور"الآية.وقال ابن سيرين: الشهد رزق كثير يناله صاحبه من جهة حلال من غير تعب لأن النار لم تمسه والعسل رزق قليل من جهة مكروه لمس النار إياه.وإن رأى عسلاً نزل من السماء عاماً دلت رؤياه على صلاح الدين وعموم البركة، فمن رأى كأن بيده شهدا موضوعاً دلت رؤياه على أن عنده علماً شريفاً.وإن رأى كأنه يطعمه الناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة.
ومن رأى أنه أكل عسلاً أو جمعه أو يؤتى به إليه فإنه يصيب مالاً وغنيمة وفرحاً، وإن كان عبداً عتق، وإن كان مريضاً شفي، وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم على وجه حسن، وربما دل على النكاح والتزويج.
ومن رأى أنه يلعق عسلاً من صحفة فإنه ينكح امرأة.