347
أما الأيام فسيأتي ذكرها، وأما الليل والنهار فالمراد بهما الظلمة والنور.
ومن رأى ليلاً مظلماً فإنه يدل على الحزن والغم.
ومن رأى ليلة نيرة طيبة والناس يجدون فيها راحة فإنها تؤول بالفرح والسرور والعيش الطيب.
ومن رأى أنه يمشي في ليل مظلم والطريق مبهم عليه وهو يظن أنه على جادة الطريق فإنه يدل على استقامته في طريق الدين.
ومن رأى الليل نهاراً نيراً والشمس طالعة فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول المراد، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره بخلافه. وقيل رؤيا الليل تؤول بالضلالة.
ومن رأى أن الدهر كله ليل لا نهار فيه فإنه غم أهل ذلك المكان وفزع وجزع وخوف والظلمة ظلم لمن كان أهله.
ومن رأى ليلاً وبه قمر وكواكب تدور فلا بأس به.
ومن رأى أن داره ظلمة فإنه يسافر سفراً بعيداً. وقيل رؤيا الظلمات تؤول بالتحير في طريق الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم تبدل بالنور فإنه يدل على التوبة وفتح أبواب الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم جاء إلى النور ثم رجع إلى الظلمات فإنه يؤول بالنفاق لقوله تعالى:"وإذا أظلم عليهم قاموا".
ومن رأى فإن رؤيا الظلمات تؤول على خمسة أوجه: كفر وتحير وتعسير أمر وبدعة ووقوع في ضلالة.
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى.
ومن رأى النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
ومن رأى أن الدهر كله نهار فإنه يؤول باستقامة أموره وطول عمره، وربما يستشيره سلطان ويقتدى برأيه.