347
من رأى واحداً منهم أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره.
ومن رأى كأنه صار واحداً منهم يناله شدائد ثم يرزق الظفر، وإن رآهم في منامه مراراً صدقت معيشته.
ومن رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله.
ومن رأى عمر رضي الله عنه أكرم بالقوة في الدين والعدل في الأقوال وحسن السيرة فيمن تحت يده.
ومن رأى عثمان رضي الله عنه حياً رزق حياءاً وهيبة وكثر حساده.
ومن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حياً أكرم بالعلم ورزق الشجاعة والزهد.
ومن رأى القراء مجتمعين في موضع، فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين والتجار والعلماء.
ومن رأى بعض الصالحين من الأموات صار حياً في بلده، فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب والفرج والعدل من واليهم ويصلح حال رئيسهم.ورؤي الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة فقصت رؤياه على ابن سيرين، فقال: أما درعه الصوف فزهده، وأما كستيجه فقوته في دين الله، وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه، وأما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل.