التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا الخضاب

وأما الخضاب بالحناء وغيرها، قال الكرماني: رؤيا الحناء إذا كان في وعاء هو مال وبشارة.
ومن رأى أنه حنى يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته وأقربائه، وربما كان فساداً في الدين وقيل إنه يغطي أمور تتعلق بأهله، وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريباً.
ومن رأى الحناء في اللحية يؤول على ثلاثة أوجه: إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله، وإن كانت الحناء في لحية إمرأة فإنها تكون كيدية مكارة وقيل مصلحة في أمر زوجها.
ومن رأى الخضاب بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس.
ومن رأى أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس فإن علق الخضاب ستر الله عليه.
ومن رأى أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه.
ومن رأى أنه يختضب بمكان لا يقتضي خضابه فهو على وجهين: إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة، وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا الشركة

وأما الشركة فإنها تدل على الإنصاف، فمن رأى أنه شارك أحداً فإنه يعامله وقيل أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف فإذا رفعت الهاء بقيت شرك، وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا الإجارة

وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر، وإذا خدعه تبرأ منه وتركه.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا البيع

وأما البيع ففيه خلاف فقيل إنه خير من الشراء، وقيل الشراء أحسن، وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا الرهن

وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين: إما حاجة وإما طمع، فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئاً فإنه يحتاج إليه.
ومن رأى أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوباً لقوله تعالى:"كل نفس بما كسبت رهينة". وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفاً لا يرهن شيئاً ولا يسلف.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا اجتماع الشمل

أما اجتماع الشمل فهو دليل الزوال لقوله تعالى:"حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت". وقيل رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا اللوم

وأما اللوم، فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى: كم لائم قد لام وهو ملام.
ومن رأى أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى:"إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي".
ومن رأى العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم: وما عتبي إلا على من أحبه وليس على من لا أحب عتاب.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا التمرجح

وأما التمرجح، فمن رأى أنه في أرجوحة فإنه يلعب بدينه، وربما دلت الأرجوحة على الرجحان.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا العدد والمعدود

وأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود، فإن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علماً، فإن كان فيها صورة منقوشة فإن يشتغل بالباطل في الدنيا.وإن رأى كأنه يعد لؤلؤاً فإنه يتلو القرآن.وإن رأى أنه يعد خزفاً فإنه يشتغل في الخفاء.وإن رأى أنه يعد بقراً عجافاً فإنه يمر عليه سنون جدبة، وإن كانت سماناً فإنه بضد ذاك.وإن رأى أنه يعد جمالاً مع جوالقها، فإن كان سلطاناً أو من يقوم مقامه فإنه يصيب من أعدائه أموالاً قيمتها توافق حمل الجمالات، وإن كان دهقاناً مطر زرعه، وإن كان تاجراً نال ربحا كثيراً.
ومن رأى أنه يعد عدداً من الأعداد فإن لكل عدد تأويلاً قالوا الواحد توحيد وإيمان بالله عز وجل والاثنان أبوان أو شاهداً عدل على تصديق الرؤيا والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى:"ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب"والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع، وربما يكون تزويجاً والخمسة دولة مقبلة، وربما يكون الخمس صلوات فإن نقص منها شيئاً فهو نقصان في الصلاة.وعدد الواحد مبارك.والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى:"ثاني اثنين إذ هما في الغار".
ومن رأى الثلاثة ليست بمحمودة.
ومن رأى الأربعة مباركة وخير لقوله تعالى:"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم".
ومن رأى الخمسة جيدة حميدة.
ومن رأى الستة فهي فعل شيء فيه نتاج لقوله تعالى:"خلق السموات والأرض في ستة أيام". وربما كان كلاماً حسناً يقيمه صاحب الرؤيا أو إتمام أمر والفراغ من شيء.
ومن رأى السبعة ليست بمحمودة لقوله تعالى:"لها سبعة أبواب". وقيل زين أو حج، وربما دلت على الهم في تلك الأيام لحالها، وقيل إن رأت ذلك إمرأة وهي حبلى فإنها تخلص لأن المطلقة إذا ولدت أقامت سبعة أيام.
ومن رأى الثمانية فليست بمحمودة لقوله تعالى:"سبع ليال وثمانية أيام حسوماً". وقيل يتقرب من سلطان أو رجل كبير، وقيل إن كان العدد على جماعة معينة وهم ممن يشك فيهم فإنهم كذلك لقوله تعالى:"سبعة وثامنهم كلبهم".
ومن رأى التسعة فليست بمحمودة لقوله تعالى:"تسعة رهط يفسدون في الأرض". وقيل بيان وحجة على الأعداء لقوله تعالى:"تسع آيات بينات". وقيل إن رأى ذلك من في دينه ضعف فربما دل على أن له ميلا إلى الرافضة.
ومن رأى العشرة فإنها مباركة وحصول مراد ديني ودنيوي لقوله تعالى:"وأتممناها بعشر"وقوله تعالى:"تلك عشرة كاملة". وقيل تمام وكمال في الأمور.
ومن رأى الحادي عشر فهو حصول مراد لقوله تعالى:"إني رأيت أحد عشر كوكباً". وقيل إخوان.
ومن رأى الثاني عشر فإنه تأخير في حصول المقصود ثم يحصل فيما بعده لقوله تعالى:"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا". وقيل سنة مخصبة.
ومن رأى الثالث عشر فليست بمحمودة لأنه أنحس أيام الأشهر وعقد الأشهر وعقد أيام مشكلة.
ومن رأى الرابع عشر فإنه محمود وحصول مراد وقيل فرج بعد شدة.
ومن رأى الخامس عشر فإنه عدم تمام المقصود وقيل خروج من شدة إلى قضاء وحصول خصب وانتصاف.
ومن رأى السادس عشر فإنه يدل على حصول مراد بطول المدة وقيل تمام أمر.
ومن رأى السابع عشر فإنه يدل على رجوع ما خرج منه في فساد وعاقبته محمودة وقيل حج وإتمامه.
ومن رأى الثمانية عشر فليست بمحمودة وقيل اتصال بالملوك والعظماء.
ومن رأى التاسع عشر فخصومة مع الناس لقوله تعالى:"عليها تسعة عشر". وقيل أعوان سامعون مطيعون.
ومن رأى العشرون فزيادة قوة وظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى:"إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين".
ومن رأى الثلاثون فتدل على أنه إن كان له مع أحد خصومة ينفصل بسرعة ويظفر بعدوه لقوله تعالى:"وحمله وفصاله ثلاثون شهرا".
ومن رأى الأربعون فإنه تفسير أمر وحيرة وتيه لقوله تعالى:"محرمة عليهم أربعين سنة".
ومن رأى الخمسون فليس بمحمود وقيل تمام عمر صاحب الرؤيا.
ومن رأى الستون فليس بمحمود فإنه لزوم كفارة لقوله تعالى:"أو إطعام ستين مسكيناً". وقيل سفر لقوله تعالى:"غدوها شهر ورواحها شهر".
ومن رأى السبعون فحصول حاجة بتأخير وحصول خوف من جهة السلطان، وإن كان العدد شيئاً مذروعاً فإنه غير محمود لقوله تعالى:"ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً". وقيل استغفار وتملق لمن لا خير فيه ويغفر الله له لقوله تعالى:"إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم".
ومن رأى الثمانون فتهمة بزنا ويخاف عليه من جلده لقوله تعالى:"فاجلدوهم ثمانين جلدة". وقيل اجتماع وبركة.
ومن رأى التسعون فتدل على أن نسوة من الأكابر يخطبونه ويحصل له منهن منفعة، وإن كان من أهل الولاية يحصل له ذلك لقوله تعالى:"تسع وتسعون نعجة". وقيل ضيق وعسر.
ومن رأى المائة فظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى:"مائة صابرة يغلبوا مائتين". وربما دل على تهمة بزنا لقوله تعالى:"فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة".
ومن رأى أنه عقدت له مائة من الحبوب فحصول خير وبركة وراحة ومعيشة لقوله تعالى:"في كل سنبلة مائة حبة". وقيل يقدم على جماعة.
ومن رأى المائتان فإنه عدم ظفر على العدو لقوله تعالى:"يغلبوا مائتين".
ومن رأى الثلاثمائة فحصول مقصود في مدة مديدة لقوله تعالى:"ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين".
ومن رأى الأربعمائة فظفر على الأعداء لقول النبي عليه الصلاة والسلام: خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف.
ومن رأى الخمسمائة فتوقف الأمور.
ومن رأى الستمائة ففرح وحصول مراد.
ومن رأى السبعمائة فصعوبة أمور ولكن يحصل في آخر عمره خير.
ومن رأى الثمانمائة فتدل على حصول ظفر وقوة.
ومن رأى التسعمائة فتدل على ظفر الأعداء عليه.
ومن رأى الألف فحصول قوة وظفر ونصره لقوله تعالى:"وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله".
ومن رأى الألفان فليسا بمحمودين.
ومن رأى الثلاثة آلاف فإنها تدل على حصول ظفر وقوة لقوله تعالى:"بثلاثة آلاف من الملائكة مسومين".
ومن رأى الأربعة آلاف فإنها تدل على حصول نصرة وظفر.
ومن رأى الخمسة آلاف فإنها بركة وفرح لقوله تعالى:"خمسة آلاف".
ومن رأى الستة آلاف فإنها تدل على الظفر وحصول المراد.
ومن رأى السبعة آلاف فإنها تدل على توسط حاله من جهة المعيشة وقيل تعقد عليه أموره.
ومن رأى الثمانية آلاف فإنها تدل على انتظامه.
ومن رأى التسعة آلاف فمحمودة.
ومن رأى العشرة آلاف فإنها تدل على حصول الظفر والنصرة.
ومن رأى العشرون ألفا فإنه يغلب ويظفر على أعدائه.
ومن رأى الثلاثون ألفا فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة.
ومن رأى الأربعون ألفا فإنه يدل على النصرة.
ومن رأى الخمسون ألفا فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى:"كان مقداره خمسين ألف سنة".
ومن رأى الستون ألفا فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب.
ومن رأى الثمانون ألفا فإنه يدل على الظفر والنصرة.
ومن رأى التسعون ألفا فحصول الظفر لأعدائه.أما المائة ألف وأكثر فحصول المآب لقوله تعالى:"وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون".
ومن رأى أنه يعد عدداً كثيراً بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى:"فأصبح يقلب كفيه".
ومن رأى أنه يعد عدداً أو يعد له، فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميراً بقدر عدده مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميراً على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلاً فتكون الامارة ما بينهما، وأما إن كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة لجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
التصنيفات
رؤيا أحوال تكون من الإنسان في جميع الحركات مفصلا

فصل في رؤيا العقد

وأما العقد فهو على أنواع متعددة:فمن رأى أنه عقد عقدة في قميصه فإنه يدل على عقد التجارة.
ومن رأى العقد على الحبل صحة دين وعلى السراويل تزويج إمرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تجارة أو تزويج، فإن رأى عقدة على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها فإنها تدل على ضيق وعقد من قبل السلطان، فإن رأى إنها انحلت بنفسها فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب، وقد قيل في ذلك المعنى شعرا: إذا عقد القضاء عليك أمراً … فليس يحله إلا القضاء
ومن رأى العقد على شيء مكروهه. وأما حل العقدة فمن الفرج. وأما عقد الشيء على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود، وكذلك الاعتقال لقوله عليه الصلاة والسلام: إعقل وتوكل.