902
وهي على أوجه: فمن رأى أن طعاماً كثيراً مد على سماطه وهو جالس في صدره فإنه يؤول على أحد عشر وجها: عز وشرف وولاية وفرح وختان ووليمة وبشارة وعرس ودولة وخير ومنفعة.
ومن رأى مآكل مختلفة الألوان على سماط والناس لا يجلسون عليه فليس بمحمود.
ومن رأى سماطاً وهو قائم به فلا بأس به.
ومن رأى أنه مد له أكل على سماط وحاشيته تأكل عليه، فإن كان أهلاً للولاية نالها، وإن لم يكن أهلاً لها فليس بنائل. وقيل من رأى أنه جالس على سماط منسوب له فهو مهتم بتعظيم غيره.
ومن رأى أنه جالس على سماط ليأكل منه وهو بغير مرتبته فليس ذلك محموداً.
ومن رأى المائدة فإنها تؤول على أوجه: فمن رأى أنه يأكل على مائدة فإنه ينال خيراً ورزقاً لقوله تعالى:"اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً"الآية. وربما كانت المائدة ميداناً للحرب واللقاء والمؤاكلة عليها مطاعنة بالأيدي كل يحتمل لنفسه ويعمل في حياة روحه.
ومن رأى أنه يأكل على مائدة وكان عزباً فإنه يتزوج، وإن لم يأكل عليها تكون البنت بكراً.
ومن رأى أنه يأكل على مائدة مقلوبة فإنه يأتي إمرأة في دبرها.
ومن رأى أنه يبدل طعاماً من بين يديه بشيء من نبات الأرض فإنه يفتقر وينتقل إلى الذل والمسكنة وقيل رأى بعض الصلحاء إن هاتفا يتلو"ربنا أنزل علينا مائدة"الآية. فقص رؤياه على بعض مشايخ التعبير فقال أنك رجل فقير وتدعو الله بالفرج واليسر فيستجيب لك وكان كما قال، وقيل المائدة تؤول برجل شريف سخي والقعود عليها صحة والأكل منها الانتفاع به.
ومن رأى أنه على مائدة وعليها أقوام مجتمعون فإنه يؤاخي قوماً على سرور ويقع بينهم وبينه منازعة في أمر معيشة له، وقيل المائدة تؤول بالدين.وروي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت البارحة مرجاً أخضر فيه مائدة موضوعة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك ارتقيت الدرجة السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى المائدة فقال عليه الصلاة والسلام: أما المائدة فالإسلام، وأما المرج الأخضر فهو الجنة، وأما ارتقاء المنبر إلى آخر الزمان، وأما النداء فإنا أدعو الناس إلى الإسلام والجنة، وقيل المائدة تؤول بالمرأة.وروي أن رجلاً رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال إن صدقت رؤياك فإن غلاماً لك يشاركك في أهلك فتفحص عن الأمر فوجده كما ذكر.
ومن رأى الأكل على المائدة فيؤول بطول الحياة ورفع المائدة يدل على إنقضاء الأجل.