808
وأما الكلب فإنه يؤول على أوجه: فمن رآه فإنه عدو بلا همة ولكن له شفقة في عدوانه والأنثى إمرأة بلا رأي والكلب الأسود عدو من العرب والكلب الأبيض عدو من العجم.
ومن رأى كلباً نبح عليه فإنه يدل على استماع كلام دون من عدو دنيء الأصل بلا همة بحيث يحصل له من ذلك كراهية.
ومن رأى أن كلباً عضه فإنه يدل على حصول ألم وملامة وضيق صدر ومشقة من عدوه.
ومن رأى قماشه تلوث من لعاب فمه فإنه يدل على كلام سمعه من الأعداء فيؤذيه ويؤلمه.
ومن رأى أن قماشه قد شقه كلب فإنه يدل على نقصان ولحم الكلب يؤول بمال العدو، خصوصاً إن أكل منه فإنه يظفر بعدوه.
ومن رأى أنه يحيل كلباً على كلب فإنه يحيل عدواً منه لدفع عدو آخر ويحصل لذلك العدو مضرة.
ومن رأى أنه أطعم الكلب خبزاً فإنه يدل على اتساع رزقه.
ومن رأى كلباً نائماً ووضع تحت رأسه وسادة فيعتمد على عدو بلا همة ومضرة في الأشغال. وأما لبن الكلب فزع وجزع وخصومة مع عدو.
ومن رأى أن الكلب يهرب منه فإن عدوه يهرب ويحذره كل الحذر.
ومن رأى أنه أبعد كلب صيد فإنه يبعد عدواً يحصل منه فائدة، وقيل الكلب يؤول على وجهين: عبد يملكه وعدو ينصر عليه والكلب المضر فهو رجل مضر لصاحب الرؤيا والكلب الذي يتخذ للعب والهراش فإنه يدل على لذة وسرور، وقيل إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه في طريق مكة والمدينة حرسها الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة تهر فلما دنوا منها استقلت على ظهرها فإذا هي تشخب لبناً فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم. وقيل من رأى أنه اشترى كلباً أو وهب له فإن بعض أهله يخالفه إلى بعض نفقة ثم يردها عليه.
ومن رأى كلباً يبول في فراشه أو في آنية أو في شيء فإنه يؤول برجل يفسد معه امرأته.
ومن رأى أن كلباً يزق عصفوراً ونحوه فإنه يؤول برجل فاسق بأحد من أولاده أو من صغار خدمه.
ومن رأى أن كلباً ينبح على أحد فإنه يؤول برجل يتكلم لغيره بسوء ولكن لم تبق مصاحبة ذلك.
ومن رأى فإن رؤيا الكلب تؤول على أربعة أوجه: عدو دنيء وملك طماع أو خادم رديء الفعل ورجل غماز وجاهل. وقيل رؤيا نبح الكلب الأسود يؤول بالحمى لأني جربت ذلك مراراً.