754
من رأى أنه شرب خمراً وليس هناك من ينازعه فيها فإنه يصيب مالاً حراماً بقدر ما شرب منها وقيل إثماً كبيراً لقوله تعالى:"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير"الآية.
ومن رأى أنه يشرب خمراً فسكر منه فإنه يصيب مالاً حراماً ويصيب من ذلك المال سلطنة بقدر السكر، وإن سكر من غير خمر فإنه يصيبه هم وخوف شديد لقوله تعالى:"وترى الناس سكارى"الآية. وربما دل السكر على الموت، خصوصاً للمريض لقوله تعالى:"وجاءت سكرة الموت"الآية.
ومن رأى أنه يشرب الخمر مع قوم يعاطيهم الكأس فإنه يدل على وقوع العداوة بينهم والمنازعة لقوله تعالى:"إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء". وربما يرتكب معهم معصية، وربما يصاب في ماله.
ومن رأى أنه يتنازع مع أحد على شرب الخمر فإنه يؤول بأنه لا خير فيه.
ومن رأى أنه يعصر خمراً فإنه يخدم السلطان ويجري على يده أمور عظام، وربما دلت رؤيا عصر الخمر في الدار على موت بعض أهله.
ومن رأى نهراً من خمرة فإنه على وجهين: إن دخله أصابه فتنة ومضرة، وإن لم يدخله فيؤول بتغيير رئيسه عليه.
ومن رأى خمراً سائلاً وهو يسبح فيه أو يخوض فإنه يؤول بحصول فتنة عظيمة وبيع الخمر بيع شيء يحرم، وربما دلت على الربا وعدم المنفعة.
ومن رأى شرب الخمر للمتولي عزل.
ومن رأى فإن رؤيا الخمر تؤول على ثلاثة أوجه: حرام وتزوج خفية ونعمة الدنيا.
ومن رأى عصر الخمر تدل على التقريب إلى الرؤساء وحصول المنفعة منهم وبائع الخمر يدل على أنه صاحب فتنة وخصومة، وقيل الخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة، وقيل هو مال سواء كان حلالاً أو حراماً.
ومن رأى أنه يشرب خمراً ممزوجة بالماء فإنه ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام، وربما يصيب مالاً في شركة، وربما يأخذ من إمرأة مالاً ويقع فيه فتنة والسكر من الخمر غنى دائم يخالطه بطر، وقيل هو سلطان يناله صاحب الرؤيا، وقيل هو دليل أمن الخائف فإن السكران لا يفزع من شيء.
ومن رأى الخمر في الخابية إصابة كنز، وأما الحشيش والأفيون فهو نوع مما يخامر بين المرء وعقله فلأجل ذلك أضفناه مع الخمر، فمن رأى شيئاً من ذلك فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يبيع حشيشاً أو يسحقه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه: جنون وارتكاب أمر مهول وضعف في العزم والأفيون هم وغم وأكله يؤول بالإصرار على المعصية، وربما دل الحشيش والأفيون على مال حرام لا أصل له ولا بقاء.