985
من رأى أزهار الأشجار في وقتها فهو خير ومنفعة وقضاء حاجة.
ومن رأى شيئاً منها مقطوفاً فهو دون ذلك وأبيضها خير من أحمرها وأحمرها خير من أصفرها.
ومن رأى أنه يأكل زهراً من شجر في وقته وأوانه فإنه يؤول بكلام حسن ممن نسب إليه ذلك الشجر في الأصول كما تقدم في فصل الأشجار، وربما كان حصول منفعة ممن نسب إليه ذلك.
ومن رأى أنه شم شيئاً من تلك الأزهار فإنه يؤول بالمدح له والثناء عليه ممن نسب إليه ذلك الشجر. وقيل رؤيا الأزهار التي تنبت في الأرض فهي عديدة وتؤول على أوجه: فرؤيا الأزهار جملة تدل على نزهة الخاطر وبسط الأمل وقيل ذلك إذا كان في أوانه وقيل لم تذم رؤيا ذلك ومنهم من فصل ما استحضره، فمن رأى صغيراً أصفر فإنه يؤول بالمال، خصوصاً لمن جمعه، وأما الصغير الأبيض فإنه يؤول بالدراهم، وربما دلت رؤيا الصغير على العشق أو رؤيا عاشق.
ومن رأى شيئاً من الزهور لا يعرف إسمه ولا يعرف ما هو فإنه يؤول على وجهين: إما رؤية أناس مختلفة الملبوس لا يعرفهم وإما شئ منسوج يكون فيه ألوان متعددة.وتدل رؤيا الأزهار الزكية الرائحة من حيث الجملة سواء كانت صفراء أو غيرها على الثناء الحسن، خصوصاً لمن شمها، وإذا كانت ليس لها رائحة ربما يكون هماً أو أمراً لا يدوم لصاحب الرؤيا، وربما دام قليلاً. وقيل رؤيا الزهرة الواحدة إذا كانت حسنة وهي مفردة تؤول بدنياه فمهما رأى فيها من حادث فهو يؤوب بحياته لقوله تعالى:"زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه".
ومن رأى إنها ذبلت فإنها زوال دنيا. وأما زهر ما ينبت في الأرض بغير ساق مثل الفرع والبطيخ وما أشبه ذلك فإنه يؤول بعدم ثبوت الرائي فيما هو فيه من خير أو شر.