362
إذا سقط من السماء نار أصاب الناس أمراض وجدري وموت أو غلاء أو أصاب النبات جراد. وربما تدل السماء على السلطان أو قصره، فمن صعد إليها بسلم أو بحبل نال من الملك رفعة، وإن صعد بلا سلم ولا حبل ناله خوف من السلطان وداخله غرور، وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر، وإن كان مريضاً في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته. وأما الدنو من السماء، فيدل على القرب من الله تعالى وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحة. وربما دل ذلك على القرب من الإمام والسلطان والعالم والوالد والزوج والسيد. وربما دل السقوط من السماء إلى الأرض على هلاك السلطان إن كان مريضاً، وسقوط السماء قد يدل على الأرض المجدبة، والعرب تسمي المطر سماء لنزوله من السماء، وإذا سقطت السماء على إنسان وكان مريضاً في اليقظة مات، ومن صعد إلى السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله، والسماء الدنيا موضع القمر، والقمر في التأويل الوزير.
ومن رأى أنه في السماء الثانية نال أدباً وفطنة ورئاسة، وإن السماء الثانية لعطارد.
ومن رأى أنه في السماء الثالثة نال نعمة وجواري وحلياً فرحاً، وإن السماء الثالثة للزهرة.
ومن رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكاً وسلطة وهيبة، وإن السماء الرابعة للشمس.
ومن رأى أنه في السماء الخامسة نال ولاية الشرطة أو قتالا، وإن السماء الخامسة للمريخ.
ومن رأى أنه في السماء السادسة فإنه يرزق فقهاً وقضاء، وزهداً وعبادة ويكون حازماً، وإن السماء السادسة للمشتري.
ومن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقاراً وفلاحين، وإن السماء السابعة لزحل.
ومن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك، فإن اخضرت السماء كثر الزرع، وإن اصفر كثر المرض فيها، وإن خرج من السماء غنم فإنه غنيمة، وإن خرج سبع فيبتلون بجور سلطان، وإن فتحت أبواب السماء كثرت الأمطار.
ومن رأى الإنسان أنه سرق السماء وخبأها فإنه يسرق مصحفاً ويدفعه إلى امرأته.
ومن رأى أنه يدور في السماء ثم ينزل منها فإنه يتعلم علم النجوم ويصبح مذكوراً.
ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء فإنه يلي سلطاناً في الدين.
ومن رأى أن الحبل انقطع به زال عنه سلطانه.
ومن رأى السماء تبنى بحضرته فإنه شهد بالزور، لقوله تعالى:"ما أشهدتم خلق السموات والأرض".
ومن رأى أنه خر من السماء إلى الأرض فإنه يرتكب ذنباً عظيماً.
ومن رأى أن السماء خرج منها نور دل على هداية أهل ذلك المكان، وإن خرج ظلام دل على ضلالهم، والسماء دالة على البلد والحصن والدار والزوجة، والولد والوالدة والأستاذ والأمكنة التي يرجى منها النفع، وتدل السماء على القسم لمن أطلع إليها في المنام، لقوله تعالى:"والسماء ذات الحبك". وقوله تعالى:"والسماء ذات البروج". وقوله:"والسماء والطارق". وربما دلت على البناء العجيب. وربما دلت السماء على البحر لسعته، ولما فيه من خلق الله تعالى، وتدل السماء في المنام على كل ما يعلو الرأس من قلنسوة وسقف، وعلى ما يتوقى به من الأعداء كالسلطان. وربما دل الصعود إلى السماء على الجدل والأنكاد من ذوي الحسد والأعداء. وربما دلت السماء على السجن، والصعود إليها دليل على رفع الهمة.