351
يدل في المنام على أسباب العلو والرفعة، والإقبال في الدنيا والآخرة. وربما دل على مراحل السفر، ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة. وربما دل على أيام العمر المؤدية إلى النهاية، وقد يدل على خادم الدار، وعلى العبد، فمن صعد درجاً مجهولاً، ووصل إلى آخره، وكان مريضاً فإنه يموت. وأما النزول من الدرج، فإن كان مسافراً قدم من سفر، وإن كان رئيساً نزل عن رئاسته وعزل من عمله، وإن كان راكباً مشى على رجليه، وإن كانت له إمرأة مريضة هلكت، فنزل عنها إن كان هو المريض، فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أفاق من علته، وإن كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه أو إلى قوم موتى كان يعرفهم، فكما تقدم، وإن كان سقوطه في حفرة أو بئر مطمور إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه، فإن الدرج أيام عمره، والدرج إن كان من لبن كان صالحاً، وإن كان من الأجر كان مكروهاً، وقال بعضهم: الدرج أعمال الخير، أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن، وكل المراقي في أعمال الخير إذا كانت من طين أو لبن، ولا خير فيها إذا كانت من آجر، والمراقي في الطين للولي رفعة وعز مع دين، وللتجارة ربح مع دين، وإن كانت من حجارة فإنها رفعة مع قسوة قلب، وإن كانت من خشب فإنها رفعة مع رياء ونفاق، وإن كانت من ذهب، فإن صاحبها ينال دوله وخصباً وخيراً، وإن كانت فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة، وإن كانت من صغر فإنه ينال متاع الدنيا، ومن صعد مرقاة استفاد فهماً وفطنة يرتفع بهما، وقيل الدرجة رجل زاهد عابد، ومن اقترب منه نال رفعة ونسكاً، وكل درجة للوالي ولاية، والدرج المبني يدل على تيسير الأمور، وإذا صار الدرج الخشبي بناء دل على الثبات في الأمور، وستر ما يرجى ستره، والارتقاء في الدرج رفعة ينالها الصاعد تدريجياً، والدرجات منازل في الجنة، ومن ارتقى درجاً بعدها فإنه يعيش سنين على عددها، والخمس درجات هي الصلوات الخمس، فما حدث فيها من نقص فهو في الصلوات.
تدل رؤية درج الكتاب على الكتاب المجلد المشتمل على جواهر الكلام. وربما دل على الزوجة الغنية، أو الرجل الغني للمرأة العازبة، وما سواه من الأدراج كدرج الميزان ودرج العطار، فإن رؤيتها تدل على الربح والفائدة وقضاء الحاجات، وجمع الشمل على قدره، ودرج الورق عمره طويل، والدرج بشارة، فمن رأى درجاً فيه لؤلؤ أو جواهر فإنه بشارة وسرور.