806
إذا رآه الإنسان في المنام فإنه فقر، فمن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره، كما أنه إذا وجد حر الشمس فآوى إلى الظل فإنه ينجو من الحزن، وإذا كانت الرؤيا في زمن الصيف دل البرد على الفوائد والأرزاق.
ومن رأى أنه يشعر بالبرد فأصابته ريح فإنه يزداد فقراً على فقر، فإن تدفأ بنار أو جمر أو دخان فإنه يفتقر لسعي في عمل السلطان يكون فيه مخاطرة وهول، فإن كان ما يتدفأ به نار تشتعل فإنه يعمل عمل سلطان، وإن كان جمرا فإنه يلتمس مال يتيم، وإن تدفأ بدخان فإنه يلقي نفسه في هول عظيم، وقال بعضهم: البرد الشديد في الرؤيا في وقته لا يدل على شيء وفي غير وقته دليل للمسافر على أن سفره لا يتم.
إذا نزل من السماء فهو دليل تعذيب الملك للناس وإذهاب أموالهم وإيجاع بعضهم.
ومن رأى الإنسان أن السماء تمطر برداً أو ثلجاً في غير حينه، فإن الرائي يمرض مرضاً يسيراً ثم يشفى منه.
ومن رأى أن البرد سقط من السماء على جسمه، فإن بعض ماله يذهب، والبرد في وقته يدل على ذهاب الهموم والنصر على الأعداء والحاسدين، لأن فيه تبريد الأرض التي تظهر منها الحيات والعقارب، فإن كان البرد كثيراً أفسد الأماكن ومنع السبيل، ودل على توقف الحال وتعذر الأسفار، وهو دليل شر، وإن لم يحصل منه ضرر فهو خير ورزق.
ومن رأى البرد قد وقع بأرضه فإنه رحمة من الله تعالى، فإن أفسد فإنه عذاب ينزل بذلك المكان، وقد يدل البرد على الجراد، فإن أضر البرد بالزرع وبالناس فإنه غرامات تفرض على الناس أو مرض الجدري، أو الجنون، ومن حمل البرد في منخل أو ثوب أو فيما لا يحمل الماء فيه، وإن كان غنياً ذاب كسبه أو زال ماله، وإن كانت له بضاعة في البحر خيف عليها، وإن كان فقيراً كان جميع ما يحتاجه ويلبسه لا بقاء له عنده، ولا يدخر لدهره شيئاً منه.