298
تدل رؤيتها في المنام على الرجال والنساء، وعلى الصغار من الناس، وعلى الدراهم، وعلى الحج ورمي الجمار، وعلى القساوة والشدة، وعلى السباب والقذف، فمن رأى طائراً هبط من السماء فالتقط حصاة وطار بها، وكان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح، وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً، وكان من أهل الخير أو ممن يصلي في هذا الجامع فصاحب الرؤيا ميت، فإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض، وإن التقطها من داره أو من مكان مجهول فيهلك لصاحب الرؤيا ولد. وأما من التقط عدداً من الحصى فصرها في ثوبه أو ابتلعها، وكان التقاطها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحد من العلم والقرآن، وأنتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصى، وإن كان التقاطه من الأسواق فهي فوائد في الدنيا، ودراهم تتألف له من التجارة، أو الصدقة، وإن كان من خلف الشجر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتاجر بها أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك هبة من زوجة غنية، إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد رزق ولداً، وأما من رمى الحصى في بحر فيذهب ماله، وإن رمى بها في بئر أخرج مالاً في نكاح أو ثراء خادم، وإن رمى بها حيواناً كالأسد والنمر والقرد والجراد والغراب وأشباهها وكان ذلك في أيام الحج رمى الجمار، وإن أصل الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم عليه السلام أن يقذف الشيطان بها، حين تعرض له، فصارت سنة، وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق أو سبة أو شتيمة أو شهادة يشهدها ضده، وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس كان الرجل سباباً مغتاباً متكلماً في الصالحين من الناس والمحصنات، والحصى علماء الناس، وقيل التوبة للعصاة والهداية للكافر. وربما دل الحصى على الشهادة، لأنه سبح في كف النبي صلى الله عليه وسلم. وربما دل الحصى على المرض به كالرمل. وربما دل لأرباب المعاش على ما يزنون به، أو يستكيلون به أو ما يعمل منه، والحصى كلام فيه قساوة، والكثير منه شغل شاغل.
ومن رأى أن في أذنه حصاة مجتها أفنه وألقتها فإنه يسمع كلمةّ قاسية فتمجها أذنه.