792
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش قال أخبرنا الحسن بن سفيان أحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالذي رأيته من الأذان، فقال إن هذه الرؤيا حق فقم فألقها على بلال، فإنه أندى صوتاً منك قال ففعلت، قال فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع أذان بلال يجر ثوبه وقال: يا رسول الله رأيت مثل ما رأى عبد الله بن زيد، فقال: الحمد لله فذلك أثبت.وأخبرنا أبو بكر قال أخبرنا الحسن بن سفيان، عن إسماعيل بن عبيد الحراني عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد عبد الله بن زيد الأنصاري عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم بالبوق وأمر بالناقوس فنمت فرأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً فملت يا عبد الله أتبيع الناقوس قال وما تصنع به قلت ننادي به للصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك قلت بلى، قال تقول الله أكبر ثم لقنني كلمات الأذان ثم مشى هنية ولقنني كلمات الإقامة، فلما استيقظت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال عليه الصلاة والسلام: أخاكم قد رأى رؤيا فأخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه فليناد بها، فإنه أندى صوتاً منك فخرجت معه فجعلت ألقيها وينادي بها بلال فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصوت فخرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى.قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: من رأى أنه أذن مرة أو مرتين وأقام وصلى صلاة فريضة رزق حجاً وعمرة لقوله تعالى"وأذن في الناس بالحج". ولأن بعرفات يؤذن ويقام مرتين مرتين.
ومن رأى كأنه يؤذن على منارة، فإنه يكون داعيا إلى الحق ويرجى له الحج.
ومن رأى كأنه يؤذن في بئر، فإنه يحث الناس على سفر بعيد.
ومن رأى كأنه مؤذن وليس بمؤذن في اليقظة ولي ولاية بقدر ما بلغ صوته إن كان للولاية أهلاً.
ومن رأى كأنه يؤذن على تل أصاب ولاية من رجل أعجمي، وإن لم يكن للولاية أهلاً، فإنه يصيب تجارة رابحة أو حرفة عزيزة.
ومن رأى أنه زاد في الأذان أو نقص منه أو غير ألفاظه، فإنه يظلم الناس بقدر الزيادة والنقصان، وإن أذن في شارع، فإن كان من أهل الخير، فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإن كان من أهل الفساد، فإنه يضرب.
ومن رأى غير محبوس أنه يقيم إقامة الصلاة، فإنه يقوم له رفيع يحسن الثناء عليه فيه.
ومن رأى كأنه أقام على باب داره فوق سرير، فإنه يموت.
ومن رأى كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب سلت عقله لقوله تعالى"وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون".وحكي عن دانيال الصغير أنه قال: من رأى كأنه أذن وأقام وصلى فقد تم عمله وهو دليل الموت، ومن سمع أذاناً في السوق، فإنه موت رجل من أهل تلك السوق، ومن سمع أذاناً يكرهه، فإنه ينادي عليه في مكروه.قال الأستاذ أبو سعيد: الأصل في هذا الباب أن الأذان إذا رآه من هو أهل كان محموداً إذا أذن في موضعه، وإذا رآه من ليس بأهل أو رآه في غير موضعه كان مكروهاً، فإن أذن في مزبلة، فإنه يدعو أحمق إلى الصلح ولا يقبل منه، وإن أذن في بيت، فإنه يدعو إمرأة إلى الصلح، فإن أذن مضطراً، فإنه يغشى امرأة.وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أؤذن، فقال: تحج، وأتاه آخر، فقال: رأيت كأني أؤذن، فقال: تقطع يدك فقيل له: كيف فرقت بينهما قال: رأيت للأول سيماً حسنة فأولت"وأذن في الناس بالحج". ورأيت للثاني سيماً غير صالحة فأولت"فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون".